من حديث جلالة الملك عبدالله الثاني حول أفغانستان خلال مقابلة مع الإعلامي فريد زكريا من شبكة سي إن إن الأمريكية
العودة إلى فيديوفريد زكريا: أريد أن أسألك عن أفغانستان، ومن وجهة نظرك تجاهها كجزء من الشرق الأوسط الأوسع وكشخص ذي خبرة بالشؤون العسكرية، فدائما ما تدهشني عندما تشرح لي بعض الأمور العسكرية وأشعر أن لديك فهما دقيقا للتفاصيل على الأرض. تواجدت الولايات المتحدة هناك خلال العشرين سنة الماضية ولم تتمكن من هزيمة طالبان، أ) هل هذا يعني حتمية سيطرة طالبان؟ ب) هل كان يجب على الولايات المتحدة البقاء في أفغانستان؟
جلالة الملك عبدالله الثاني: علينا أن نتعاطف مع الولايات المتحدة ومع الدول الأخرى التي قررت أن تنسحب من أفغانستان. فكثير من الدول دفع شبابها وشاباتها الثمن الأكبر في محاولة مساعدة دول أخرى حول العالم. لهذا، من الصعب جدا أن نحكم على هذا الأمر بسرعة في وضع كهذا. برأيي المتواضع، عندما ننظر إلى أفغانستان، نرى أن الاستراتيجية السياسية لم تكن محسوبة جيدا. ما الذي حاولنا تحقيقه في أفغانستان؟ استنادا إلى معرفتنا بتاريخها وثقافتها وأن إمبراطوريات عانت هناك على مدار قرون، فإن محاولة إقامة ديمقراطية غربية، في أقصر فترة زمنية ممكنة، وبالشفافية التي اعتادها الغرب، ربما كانت بعيدة المنال. الجنود الذين كانوا هناك أدوا واجبهم، وقاتلوا بشجاعة لأن هذا واجب الجندية في أي مكان في العالم. لكن عدم وضوح الهدف الذي نسعى للوصول إليه أدى إلى معاناة تلك القوات. والآن انسحبت القوات، والتطورات تعتمد على ما سيحدث مع طالبان وإذا ما ستظهر المزيد من المنظمات المتطرفة التي تثبّت نفسها في أفغانستان، فهل سنعود بعد سنوات أو أشهر من الآن إلى بداية المشكلة؟ إن حدث ذلك، لا قدر الله، يجب أن يتم تحديد الأهداف السياسية، ومعرفة إذا ما كانت واقعية وقابلة للتطبيق.