رسالة جلالة الملك عبدالله الثاني إلى رئيس الوزراء علي أبو الراغب حول المجلس الأعلى للإعلام
بسم الله الرحمن الرحيم
عزيزنا دولة الأخ علي أبو الراغب حفظه الله
رئيس الوزراء الأفخم
تحية طيبة وبعد،
فأبعث إليك بأطيب التحيات وخالص المودة والتقدير والاحترام ولزملائك الوزراء بالمزيد من التوفيق والنجاح في خدمة أردننا الغالي.
لقد انطلقت رؤيتنا للأردن الحديث على ركائز أساسية تكون العدالة والحرية والحياة الكريمة ابرز سماتها، ولطالما أكدنا أهمية أن تستند هذه الرؤية إلى إطار شمولي متكامل يستثمر في المستقبل سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا.
ومن هذا المنطلق جاءت دعوتنا لبناء نظام إعلامي أردني حديث يشكل ركيزة لتحقيق التنمية بأبعادها المختلفة، ويتماشى وسياسة الانفتاح الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والثقـافي التي ينتهجها الأردن، ويواكب التطورات الحديثة التي يشهدها العالم.
وإن رؤيتنا للنهوض بإعلامنا الوطني لا بد أن تستند إلى تطوير نموذج إعلامي أردني جديد، يأخذ بعين الاعتبار روح العصر ويخدم أهداف الدولة الأردنية، ويعبر عن ضمير الوطن وهويته، ويعكس إرادة الأردن أولا وتطلعات أبنائه وبناته، ويتيح لوسائل الإعلام، ممارسة دورها الرقابي إلى جانب قدراتها على التنافس في سوق الإعلام.
وفي هذا السياق فقد حددنا ركائز أساسية لهذا التوجه تقضي ببناء إعلام الدولة الحديثة القائم على تشجيع التعددية وحرية الرأي واحترام وجهات النظر المختلفة. كما تقضي بدعم استقلالية مؤسسات الإعلام وإداراتها والارتقاء بالبعد المهني للعمل الإعلامي، من خلال تطوير الأداء الإعلامي ليقوم على المهنية والتميز والإبداع في مناخ من التعددية والحرية المسؤولة.
وبناء على تلك المرتكزات، فإننا نرى ضرورة إعادة تشكيل المجلس الأعلى للإعلام، ليكون هيئة مرجعية تنظيمية غير تنفيذية يعمل على بلورة رؤيتنا هذه ويترجمها إلى واقع ملموس.
آملين أن يتمكن المجلس الجديد بالتعاون مع الحكومة من تحقيق الأهداف والغايات التي نسعى إليها في سبيل وضع سياسة إعلامية تخدم بالأساس قضايا الوطن، وتساهم في التعبير عن ضمير الأردنيين بكل مصداقية وتوازن وموضوعية.
ونسأل الله العلي القدير أن يحفظكم ويوفقنا جميعا لما فيه خير شعبنا العزيز ورفعة وطننا الغالي.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عبد الله الثاني ابن الحسين