رسالة جلالة الملك عبدالله الثاني إلى جلالة الملكة رانيا حول رئاسة المجلس الوطني لشؤون الأسرة
صاحبة الجلالة الملكة رانيا العبد الله المعظمة حفظها الله ورعاها
السلام عليك ورحمة الله وبركاته،
فيسرني أن أزجي إليك بعاطر التحية والتقدير وأنت تواصلين جهودك الكبيرة وتكرسين جل وقتك في خدمة الأسرة والارتقاء بها في وطننا العزيز، بكل ثقة واقتدار وتفاؤل بالمستقبل المشرق بإذن الله سائلا المولى جل وعلا أن يعيننا على حمل مسؤولياتنا وأداء واجباتنا بما يرضي الله ويطمئن النفس ويريح الضمير.
أما بعد، فقد شهد العقدان الأخيران من القرن العشرين تطورا ملموسا في مجال توجيه الاهتمام نحو المواطن الأردني والأسرة الأردنية باعتبارها الخلية الأساسية في بناء المجتمع ونمائه وتطوره، وبخاصة في مواجهة التحديات الجديدة التي فرضتها التطورات المتسارعة وانعكاساتها المتمثلة بشكل خاص بالتغيرات في العلاقات الاجتماعية والاقتصادية، وقد امتد هذا الاهتمام ليشمل مجالات الحياة كافة، وشاركت في هذه الجهود جهات حكومية وأهلية عديدة بما فيها المبادرات الطيبة التي قام بها القطاع الخاص.
وإيمانا منا بالدور الكبير الذي تقوم له الأسرة وبهدف تعزيز مكانتها في المجتمع وتعظيم دورها لتتمكن من المساهمة في المحافظة على موروث الأمة وأعرافها وتقاليدها، فقد كان من الضرورة بمكان تنسيق هذه الجهود وتجميعها في إطار مؤسسي ووضعها تحت مظلة واحدة تتكامل فيها جميع الخبرات للمساهمة في تحديد الأولويات الوطنية المتعلقة في شؤون الأسرة وأفرادها وفي وضع السياسات والاستراتيجيات والخطط ذات العلاقة المباشرة بالأسرة وأفرادها ومتابعة تنفيذها. ولتحقيق ذلك فقد تم إقرار قانون "المجلس الوطني لشؤون الأسرة" لسنة ألفين وواحد ميلادية بعد أن مر بقنواته التشريعية كافة، الذي سيضمن بعون الله تحسين مستوى حياة الأسرة ورعاية دورها وتعزيزه وتمكينها من تلبية احتياجات أفرادها وضمان أمنهم.
وانطلاقا من إيماننا العميق بضرورة تعزيز الجهود التي تبذل من أجل ضمان نمو الأطفال ونمائهم وحمايتهم، وثقتنا المطلقة وتقديرنا للدور الإنساني الكبير الذي تقومين به بكل تميز واقتدار من أجل النهوض بالأسرة الأردنية وتلبية احتياجات أفرادها وتقديرا منا لجهود جلالتك، فإنني أعهد إليك برئاسة المجلس الوطني لشؤون الأسرة، متمنيا لك ولمن يقع عليهم اختيارك لعضوية المجلس التوفيق والفلاح في جهودكم الخيرة من أجل الوصول بالأسرة الأردنية الواحدة إلى حال من الرفاه والأمان والطمأنينة.
والله يحفظك ويرعاك ويوفقك في خدمة بلدنا وشعبنا الوفي.
والسلام عليك ورحمة الله وبركاته
عبد الله الثاني ابن الحسين