رسالة جلالة الملك عبدالله الثاني إلى رئيس الوزراء عبد الرؤوف الروابدة لتخصيص مبلغ عشرة ملايين دينار لغايات توفير السكن لمنتسبي قواتنا المسلحة
بسم الله الرحمن الرحيم
دولة الأخ عبد الرؤوف الروابدة حفظه الله
رئيس وزرائنا الأفخم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،
فأبعث إليك وإلى إخوانك وزملائك في مجلس الوزراء، بتحية المحبة والتقدير والاعتزاز بكم وبجهودكم الخيرة والمثمرة بإذن الله، وأنتم تنهضون بأمانة المسؤولية بكل جدية، وتعملون بإخلاص من أجل رفعة الأردن العزيز، وخدمة المواطن الأردني الذي يستحق منا جميعا أن نعمل بكل ما أوتينا من عزم وقوة من أجل توفير أسباب الحياة الكريمة له، والاستقرار والطمأنينة له ولأفراد أسرته، والإنجازات على هذا الطريق تبشر بكل خير.
إن قواتنا المسلحة الباسلة، هي درع الوطن ورمز استقلال إرادته وكرامته، وهم النشامى الذين كانوا على الدوام في طليعة أبناء الوطن، من حيث الحرص على النهوض بالواجب، والتضحية في سبيل الوطن بأعز ما يملكون، تجسيدا لانتمائهم لثرى الأردن الطهور، ووفاء لرسالته الحضارية النبيلة، فإن من حقهم علينا جميعا أن نقدر لهم عطاءهم الخير وتضحياتهم الجليلة، وأن نوفر لهم أسباب الحياة المستقرة الكريمة، التي تمكنهم من النهوض بواجباتهم على أكمل وجه.
ولما كان توفير المسكن المريح لمنتسبي قواتنا المسلحة، ولأفراد أسرهم هو إحدى ضرورات الحياة ومستلزماتها التي لا غنى عنها، فإنني أرى أن تعمل الحكومة على تخصيص مبلغ عشرة ملايين دينار أردني لغايات توفير السكن المناسب لمنتسبي قواتنا المسلحة، بحيث يكون هذا المبلغ معفى من الفوائد أو أية اقتطاعات أخرى. كما أرى أن تكون الزيادة الأخيرة التي حصل عليها العسكريون جزءا من الراتب الأساسي، نظرا لأن الرواتب الأساسية وخاصة للرتب الصغيرة متدنية.
ولما كان المعلمون وأسرة التربية والتعليم هم الجيش الرديف لقواتنا المسلحة، وهم الذين أسهموا بالقسط الأكبر في بناء نهضة الأردن الحديث، وإعداد وتأهيل الإنسان الأردني حتى أصبح مثلا وقدوة في التميز والقدرة على العطاء والإبداع والإنجاز، فإن من حقهم علينا أيضا أن نوفر لهم أسباب الاستقرار والطمأنينة، من خلال توفير المسكن المناسب لهم ولأسرهم، حتى ينصرفوا إلى أداء واجبهم المقدس ورسالتهم التربوية النبيلة، بنفوس راضية وبال مرتاح.
وعلى ذلك فإنني أرى أن تخصص الحكومة أيضا مبلغ عشرة ملايين دينار لغايات إسكان المعلمين، أسوة بإخوانهم منتسبي القوات المسلحة.
أما الموظفون وذوو الدخل المحدود، وهم قطاع كبير من أبناء أسرتنا الأردنية الواحدة، فأرى أن يخصص لهم مبلغ خمسين مليون دينار أردني لغايات إسكان هذه الشريحة من أبناء الوطن، على أن توفر هذه المبالغ كلها من عائدات التخاصية، وأن يوضع ترتيب خاص يكفل تسهيل الحصول على القروض وبفائدة متدينة.
آملا أن تتخذ القرارات والإجراءات المتعلقة بهذا الموضوع في أقرب وقت ممكن. وأسأل المولى عز وجل أن يوفقنا جميعا لما فيه الخير للأردن وللأردنيين جميعا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عبد الله الثاني ابن الحسين