رسالة جلالة الملك عبدالله الثاني إلى المعلمات والمعلمين بمناسبة يوم المعلم
بسم الله الرحمن الرحيم
أيتها الأخوات والإخوة المعلمات والمعلمون الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،
فإنه ليسرني وجلالة الملكة رانيا غاية السرور أن نزجي إليكم اليوم بتحية الاعتزاز بكم والتقدير لعطائكم الخير، والتهنئة الخالصة لكل واحد منكم بيوم المعلم الذي يجسد عرفان مجتمعكم بنبل رسالتكم وأهمية دوركم في تنشئة الأجيال والارتقاء بمستوى عقل الإنسان وتفكيره وتنمية قدراته وإطلاق طاقاته الخلاقة المبدعة وإعداده وتأهيله ليكون عنصرا فعالا في بناء مجتمعه قادرا على مواجهة التحديات ومواكبة روح هذا العصر الذي يتميز بالتحديث والتطور المستمر.
إننا نقف اليوم جميعا أمام نبل رسالتكم وعظمتها لنحييكم ونهنئكم بيومكم هذا، ونشد على أياديكم الطاهرة البيضاء وأنتم من يعول عليه في تنشئة الجيل ووضعه على طريق المستقبل المتميز بحقول المعرفة والمعلوماتية وحداثة التكنولوجيا وتطويعها وامتلاك ناصيتها.
ولذلك فإن أبرز الخصائص والمواصفات التي ينبغي أن يتصف بها المعلم في هذا العصر بأنه معلم متفرد غير نمطي يعد اختلافه مع الآخرين مصدر إثراء معلوماتي له ويمارس التفكير الناقد والإبداعي ولديه القدرة والرغبة للتعلم الذاتي والدائم والشامل باعتباره الصديق الداعم والقائد الفذ والمبدع والمحاور والمراقب والموجه والمسهل والميسر للتعليم والأنموذج والمستشار.
ونحن ندرك أن من حق كل من يعمل بإخلاص وجدّ أن يكافأ على عمله وإنتاجه وأن يلمس آثار عمله وجهده مردودا معنويا وماديا ينعكس على مستوى حياته ومعيشته لكننا في الوقت نفسه على قناعة راسخة وتامة أن اعتماد نظام رتب المعلمين وربط الارتقاء المادي بالنمو المعرفي والوظيفي من خلال التدريب والإبداع يعد من الأسس الهامة لتحفيز المعلم على امتلاك الكفاءات المتخصصة وتنميتها باستمرار ذلك أن قيمة الإنسان هي بمقدار ما يعطي وينتج وان احترام المجتمع للفرد هو بمقدار احترام الفرد لنفسه واعتزازه بعمله والارتقاء بمهنته وثقته بأهمية دوره ومكانته في هذا المجتمع.
ومع هذا وذاك فسنعمل كل ما في وسعنا لتحسين أوضاع المعلم المهنية والمعيشية وإعادة الهيبة والاحترام والتقدير لهذه المهنة الجليلة السامية. وحسبكم شرفا أيها الإخوة المعلمون والمعلمات أنكم انتم حراس المبادىء والقيم والثقافة التي تشكل هوية الأمة وجوهر حضارتها وأنكم انتم الذين تبنون الإنسان وترسمون ملامح المستقبل وتمهدون الطريق للأجيال للامساك بناصية العلم والمعرفة والتحديث والتطوير والارتقاء بمستوى حياة الإنسان وصقل شخصيته وإثراء معرفته وتفكيره، فأي عمل وأي مهنة أشرف من هذه المهنة التي يشرف كل إنسان أن ينتسب إليها.
ونأمل أنا ورانيا أن تعتبرونا منذ هذا اليوم معلما ومعلمة ينضمان إليكم ويعتزان بزمالتكم.
مرة أخرى نحييكم في كل مواقعكم في الأردن العزيز ونبارك لكم يومكم هذا ونؤكد على عميق اعتزازنا بكم وتقديرنا لرسالتكم العظيمة والله يوفقنا جميعا لما فيه الخير لوطننا وامتنا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عبدالله الثاني ابن الحسين