كلمة جلالة الملك عبدالله الثاني خلال مأدبة العشاء الرسمية التي أقيمت تكريما لرئيسة فنلندا
بسم الله الرحمن الرحيم
الرئيسة هالونين،
دكتور اريارفي،
الأصدقاء الفنلنديون،
أهلا وسهلا بكم في الأردن، وإنه لمن دواعي سروري أن أرحب بجميع أعضاء الوفد المرافق لكم.
فخامة الرئيسة،
لزيارتكم الأولى للأردن أهمية خاصة لدينا. فرانيا وأنا نتذكر كرم ضيافتكم خلال زيارتنا لفنلندا قبل أربع سنوات. ونأمل أن تؤدي هذه الزيارة، والمباحثات المثمرة التي أجريناها اليوم، إلى تطوير صداقتنا وتنمية الشراكة المتنامية بين بلدينا.
ونحن واثقون أن المستقبل سيشهد مزيدا من التعاون البناء والمفيد لبلدينا. ويتطور هذا التعاون بين الحكومتين والقطاع الخاص في البلدين عبر القنوات الثنائية وفي إطار الشراكة الأوروبية المتوسطية. وأنا سعيد أن الأردن في المراحل النهائية من التوصل إلى اتفاقية الوضع المتقدم مع الإتحاد الأوروبي، ما سيوجد فرصا جديدة للفنلنديين والأردنيين للعمل معا في التجارة، والسياحة والاستثمار، وبناء المعرفة، ومجالات أخرى كثيرة. ونحن نثمن في هذا السياق الجهد الكبير الذي قامت به " فيدا" (الوكالة الفنلندية للتنمية الدولية)، لدعم التنمية المحلية، ذاك أن نوع العمل الذي تقوم به فيدا يشكل جزءا مهما من سياسة بلدنا الشاملة لبناء الفرص، وتوفير أدوات التنمية لشعبنا.
فخامة الرئيسة،
اسمحي لي بالتعبير عن تقديرنا لالتزام فنلندا بحقوق الإنسان، وتعزيز التفاهم الدولي. فهذه قيم راسخة لدى الشعب الأردني أيضا. فلبلدنا تراث عريق من الاعتدال واحترام الآخر، ونحن نقوم بكل ما في وسعنا لإنهاء التمييز والانقسام بين الشعوب، والتي تضر بإنسانيتنا المشتركة.
لقد تقدم الأردن إلى الأمم المتحدة الشهر الماضي بمشروع قرار لتكريس "أسبوع الوئام العالمي بين الأديان"، ونأمل أن يتم تكريس أسبوع من كل عام، تقوم خلاله دور العبادة المختلفة بالتعبير عن تعاليم دياناتها الخاصة حول التسامح واحترام الأخر والسلام. ونتطلع إلى دعم فنلندا لهذا الحدث السنوي، الذي يسعى لتقريب شعوبنا من بعضهم البعض، في روابط من الصداقة والاحترام.
كما نثمن التزام فنلندا بدعم جهود تحقيق السلام في الشرق الأوسط. فاستمرار الصراع في منطقتنا يشكل تهديدا للأمن والسلام العالميين. وعلينا جميعا العمل على إنهاء هذه الصراع، بدءا بحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين. فالعالم كله يجمع على أن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة، والتي تعيش بأمن بجانب إسرائيل، هو السبيل الوحيد لبناء مستقبل يسوده السلام. ويجب على العالم أجمع، أن يضع ثقله خلف الجهود المستهدفة التوصل إلى هذا الحل، الذي سيفتح الباب أمام تحقيق السلام الشامل في المنطقة وأمام بناء علاقات طبيعية بين إسرائيل و57 دولة عربية ومسلمة. أما بديل ذلك فهو المزيد من الدمار والانقسام، ولا نستطيع أن نضيّع المزيد من الوقت والأرواح.
فخامة الرئيسة،
تحظى فنلندا بثقة واسعة نتيجة دبلوماسيتها المتزنة وذات المصداقية، والتزامها بمسؤولياتها الدولية. وأتطلع إلى العمل سويا مع فخامتكم من أجل شراكة أقوى؛ شراكة ستعود بالفائدة على شعبينا، وتساعد شعوب المنطقة على نيل حقهم في مستقبل يسوده السلام والأمل والفرص.
وشكرا