الملك من البادية الجنوبية: مبادرة لتخصيص 9 آلاف دونم للأسر في البوادي لتنفيذ مشروعات زراعية
أعلن جلالة الملك عبدالله الثاني خلال لقائه، اليوم الخميس، شيوخا ووجهاء وممثلين عن المجتمع المحلي في البادية الجنوبية، عن مبادرة سيتم إطلاقها مع المؤسسات المعنية لتخصيص 9 آلاف دونم للأسر في البوادي الثلاث تنفذ على مراحل بهدف إقامة مشروعات زراعية.
وأشار جلالة الملك، بحضور سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، إلى أهمية نجاح هذه المبادرة بالتعاون مع الأهالي للتوسع بها بشكل أكبر وخدمة المزيد من الأسر في البوادي.
ولفت جلالته إلى أهمية الاستثمار بثروات البادية الجنوبية والمقومات الكبيرة التي تزخر بها، خصوصا في مجالات الزراعة والسياحة والتعدين، مبينا أن هنالك رغبة لدى العديد من الدول بالاستثمار في المملكة بخاصة في مجالي الأمن الغذائي والطاقة.
ودعا جلالة الملك خلال اللقاء، الذي يأتي ضمن النهج الملكي في التواصل مع أبناء الوطن وبناته، إلى ضرورة تشجيع الشباب على الاستفادة من فرص العمل المتوفرة في الاستثمارات الجديدة بالعقبة.
وأشار جلالته إلى توجيهه للحكومة بالتركيز على الاقتصاد، وأن يكون على رأس أولوياتها توفير فرص العمل وتشغيل الشباب.
وثمن الحضور تواصل جلالة الملك الدائم مع المواطنين في مختلف مواقعهم، واهتمامه المستمر بالبادية الأردنية، مقدرين مساعي جلالته لتحسين الواقع المعيشي للمواطنين والارتقاء بمستوى الخدمات.
كما عبروا عن تقديرهم لمواقف جلالة الملك تجاه القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
ورحب الشيخ سلطان فيصل الجازي بجلالة الملك وسمو ولي العهد في البادية الجنوبية، مؤكدا وقوف العشائر الأردنية خلف القيادة الهاشمية بالذود عن حمى الوطن والدفاع عن قضايا الأمة.
وأشاد بخطاب جلالة الملك في الأمم المتحدة ودفاعه عن المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، مؤكدا أهمية الوصاية الهاشمية في المدينة المقدسة.
واستعرض النائب السابق سالم الزوايدة أبرز التحديات التي تواجه القطاع السياحي في وادي رم، لافتا إلى أن السياحة تشكل رافدا مهما لأهالي المنطقة، وتحد من الفقر والبطالة.
وأشار إلى التوزيع العشوائي لتراخيص إنشاء المخيمات السياحية، مطالبا بتنظيم حركة السياح في المنطقة، وضرورة تفعيل دور سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة.
وقال النائب السابق محمد الحجايا إن الهاشميين صناع مجد وتاريخ، معربا عن شكره لجلالة الملك على لقاءاته المتواصلة مع أبناء شعبه والاستماع إلى احتياجاتهم.
وأشار إلى أهمية الاستفادة من المشاريع الاستثمارية المقامة في البادية الجنوبية للحد من الفقر والبطالة، داعيا إلى تسهيل إجراءات الاستثمار وتبسيطها.
وطرح الشيخ فواز الأصفر بني عطية أبرز ما يواجه القطاع الشبابي في البادية الجنوبية، داعيا الأحزاب إلى وضع برامج تشجع الشباب على الانخراط في العمل السياسي.
وأكد أن الفقر والبطالة يؤرقان الشباب ولا بد من إيجاد حلول لهما، لافتا إلى ضرورة حمايتهم من آفة المخدرات وتشديد العقوبات على كل من يروج لهذه المواد.
وأشاد بجهود القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي والأجهزة الأمنية في مواجهة آفة المخدرات.
ولفت رئيس مجلس محافظة معان محمود النعيمات إلى المعيقات التي تواجه مجالس المحافظات، ومنها التأخر في طرح المشاريع، الذي لا يزال مركزيا.
وأشار إلى وجود قصور في بعض القوانين والأنظمة، مما يمنع مجالس المحافظات من القيام بدورها، مطالبا بعقد مؤتمر وطني لمجالس المحافظات للخروج برؤية موحدة لها.
وتحدثت التربوية صلفا أبو تايه عن القطاع النسائي ودور المرأة في البادية الجنوبية في تنمية المجتمع، مؤكدة ضرورة تغيير الصورة النمطية عن المرأة البدوية، والتي تعد داعما وشريكا أساسيا في جميع مناحي الحياة.
وقالت إن توفير الاستثمارات من مصانع وشركات، سيساهم في الحد من الفقر والبطالة، مطالبة بإنشاء برنامج تنموي شامل بالشراكة مع المرأة، وصولا لتفعيل دورها السياسي.
وبين رئيس بلدية وادي عربة السابق محمد السعيديين أن منطقة وادي عربة تتميز بأراضيها الزراعية الخصبة، لافتا إلى ضرورة الاستفادة من هذه الأراضي، والنهوض بالمنطقة وتحسين نوعية الحياة لأهلها.
وعدد أبرز التحديات التي تواجه القطاع الزراعي، والمتمثلة في ارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج الزراعي وشح المياه وضعف التسويق وإغلاق أبواب التصدير في أكثر أيام السنة، إضافة إلى ارتفاع أسعار الأعلاف.
وتحدث الأكاديمي الدكتور محمد الرصاعي عن دور التعليم في النهوض بالمجتمع، وأهمية إيلائه المزيد من الاهتمام والرعاية.
وطرح فكرة مشروع بالتعاون بين عدد من الوزارات والمؤسسات، بهدف تطوير التعليم في المناطق النائية، وتأهيل المعلمين وتدريبهم ودمج التعليم الإلكتروني في المدارس.
من جهته، أشار رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة إلى القانون الناظم للاستثمار الذي قلّص مدة إنجاز المعاملات، وألزم الجهة المرجعية البت فيها خلال 15 يوما.
ولفت إلى أن الحكومة تعمل على تحفيز الاستثمار بشكل عام وفي البادية الجنوبية على وجه الخصوص، مبينا أن البادية الجنوبية ستستفيد من الحوافز التي مُنحت للمدينتين الصناعيتين في محافظتي الكرك والطفيلة، إذ تمتد حدودها ضمن هاتين المحافظتين.
وبين الخصاونة أن هنالك حوافز للاستثمار الذي يخلق فرص عمل توظيفية أو يستهدف المواقع خارج المناطق العمرانية، مشددا على أهمية أن تكون الاستثمارات نوعية وجادة.
وبين أن الحكومة تعمل على تمكين القطاع الخاص والتسهيل على المستثمر، مشيرا إلى وجود آفاق واعدة للتعدين بالمملكة بخاصة في مناطق الجنوب.
وقال رئيس الديوان الملكي الهاشمي يوسف حسن العيسوي إنه ومنذ عام 2006 تم تنفيذ العديد من المبادرات الملكية تجاوزت قيمتها 32 مليون دينار في قطاعات التربية والتعليم والشباب والصحة والتنمية الاجتماعية والبلديات وتمويل المشروعات الصغيرة.
وبين أن هنالك حزمة جديدة من المبادرات سيتم تنفيذها تتمثل بإنشاء 200 وحدة سكنية للأسر العفيفة، وإقامة مصنعين عبر الفروع الإنتاجية، أحدهما في منطقة وادي عربة سيوفر 200 فرصة عمل، والثاني مشروع زراعي سيقام في منطقة الجفر وسيوفر 60 فرصة عمل.
وحضر اللقاء مدير مكتب جلالة الملك، الدكتور جعفر حسان، ومستشار جلالة الملك لشؤون العشائر الدكتور عاطف الحجايا، ورئيس هيئة الأركان المشتركة اللواء الركن يوسف أحمد الحنيطي، ومدير الأمن العام اللواء عبيدالله المعايطة، ومحافظ معان فيصل المساعيد.